#المتلازمات_الطبية_د_محمد_جاد
المتلازمةُ الاستقلابيَّة
Metabolic Syndrome
المُتلازمةُ الاستقلابية هي مجموعةٌ من الحالات التي تضعُ المريض تحت خطورة الإصابة بمرض قلبي والسكري. وهذه الحالات هي: • ارتفاع ضغط الدم. • ارتفاع مستويات غلوكوز الدم، أو سكر الدم. • مستويات مرتفعة من ثلاثيات الغليسريد، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم. • انخفاض مستويات الكولسترول الجيِّد HDL في الدم. • وجود الكثير من الدهون في محيط الخصر. لا يتَّفق جميعُ الأطباءُ على تعريف أو سبب المُتلازمة الاستقلابية، وقد يكون السببُ هو مُقاومة الأنسولين. والإنسولين هو هرمون ينتجه الجسم للمساعدة على تحويل السكر في الطعام إلى طاقة للجسم. وفي حال الإصابة بمقاومة الأنسولين، تتراكم كميات كبيرة من السكر في الدم مما قد يؤدّي للإصابة بالمرض. لا تترافق معظمُ عَوامل خُطورة المِتلازمة الاستقلابية المرافقة للمتلازمة الاستقلابية بأعراض أو علامات. وقد يُشكلُ محيط الخصر الكبير العلامة المرئيّة الوحيدة. ويُعرَفُ ذلك أحياناً بأنّ المُصاب عنده شكل "تفاحة". تشكّل تعديلات نمط الحياة الصحية خطّ المُعالجة الأوّل للمتلازِمة الاستقلابية، وقد يصفُ مقدم الرعاية الصحية أدويةً إن لم تكن تعديلات نمط الحياة كافيةٌ.
**********************************************************************
الاستقلاب
يتشكّلُ الطعامُ من بروتينات وكربوهيدرات ودهون. تفكّكُ مواد كيميائيّة موجودة في الجهاز الهضمي تدعى الإنزيمات فتات الطعام إلى سكريات ودهون وبروتينات، والتي تُستخدَمُ كطاقة وكوحدات بنائيّة، وتُعرَفُ هذه العملية باسم الاستقلاب. يستخدمُ الجسمُ السكريّات والدهون كوقود، ويُمكن أن يُستخدَم الوقود فوراً، ويمكنُ أن يُخزَّنَ أيضاً في أنسجة الجسم، مثل العضلات ودهن الجسم. قد يتأثّرُ الاستقلابُ بالتغيّر في توازن الهرمونات أو الإنزيمات في الجسم. فقد يكون لدى الشخص كمية كبيرة أو قليلة من موادّ معينة يحتاج إليها كي يبقى مُعافى. وإذا حدثَ ذلك لن تحدثَ العمليات الكيميائيّة بشكلٍ طبيعيّ. يمكنُ للمشاكل في الاستقلاب أن تَزيدَ خُطورةَ الإصابة بأمراضٍ خطيرة، بما في ذلك المرض القلبي، غير أنه يمكن الوقاية من مشاكل الاستقلاب، خاصةً عن طريق إدخال تعديلات صحية على نمط الحياة.
************************************************************
المُتلازمة الاستقلابيّة
المُتلازمَةُ الاستقلابيّة هي اسمٌ يُطلَقُ على مجموعة من عوامل الخُطورة. وترفع عوامل الخُطورة تلك خطورة الإصابة بالمرض القلبي والسكتة الدماغية والسكري ومشاكل صحية أخرى. هناك خمسة عوامل خطورة تشكّل جزءاً من المُتلازمَة الاستقلابيّة، وهي تتضمّن:
ارتفاع مستوى ثلاثيات الغليسريد.
كبر محيط الخصر.
انخفاض مستوى الكولسترول الجيِّد HDL.
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع سكر الدم الصيامي.
يزيد ارتفاعُ مستوى ثلاثيات الغليسريد أو تناول دواء لعلاج ارتفاع ثلاثيات الغليسريد من خُطورة الإصابة بالمُتلازمَة الاستقلابيّة. وثلاثيات الغليسريد هي نوعٌ من الدهن الموجود في الدم. محيطُ الخصر الكبير هو عامل خُطورة آخر يترافق مع المُتلازمَة الاستقلابيّة؛ فوجودُ دهن زائد في منطقة البطن يعني ارتفاع خُطورة الإصابة بالمرض القلبي أكثر من وجود دهن في أجزاء أخرى من الجسم. انخفاض مستوى الكولسترول الجيِّد أو أخذ دواء لعلاج انخفاض مستوى الكولسترول الجيِّد هو عامل خُطورة آخر يترافق مع المُتلازمَة الاستقلابيّة. يُساعدُ الكولسترول الجيد على إزالة الكولسترول السيئ من الشرايين. يرفع انخفاض مستوى الكولسترول الجيِّد خطورةَ الإصابة بمرض القلب. الإصابةُ بارتفاع ضغط الدم أو معالجة ارتفاع ضغط الدم عامل خُطورة أيضاً. ضغط الدم هو قوّة دفع الدم على جدران الشرايين عندما يضخّ القلبُ الدم. يمكنُ لارتفاع ضغط الدم أن يتلفَ القلب، ويؤدي إلى تراكم اللُّويحات العصيدية. عامل الخُطورة الأخير المُترافق مع المُتلازمَة الاستقلابيّة هو ارتفاع سكر الدم الصيامي. كما أنّ أخذ أدوية لعلاج ارتفاع سكر الدم يزيد الخطورة. يمكن لأي عامل خطورة استقلابي أن يحدثَ وحده، لكنَّ عوامل الخطورة الاستقلابية تحدثُ مع بعضها بعضاً غالباً. ويجب أن يكون لدى المريض ثلاثة عوامل خطورة استقلابية على الأقل ليتم تشخيص إصابته بالمتلازمة الاستقلابية.
********************************************************
الأعراض
لا تترافق معظم عوامل الخطورة الاستقلابية المرافقة للمتلازمة الاستقلابية بعلامات أو أعراض. وقد يكون محيط الخصر الكبير العلامة المرئية الوحيدة. ويُعرف ذلك أحياناً بأن المريض عنده شكل "تفاحة". قد يكون عندَ بعض المرضى أعراض ارتفاع سكر الدم إن كانوا مصابين بالسكري. ويمكن أن تشتمل أعراض ارتفاع سكر الدم على:
تغيُّم الرؤية.
تعب شديد.
ازدياد العطش والتبوُّل.
لا يكون لارتفاع ضغط الدم أعراض أو علامات عادةً، غير أنّ بعض المرضى قد يُصابون بما يلي:
نوبات دوخة.
صداع كليل.
نزف أنفي مُتكرّر.
يجبُ في حال الإصابة بواحدة من عوامل الخطورة الاستقلابية التحقّق من مقدم الرعاية الصحية، لمعرفة إن كان عندَ المريض عوامل خطورة استقلابية أخرى؛ فكلما كانت عوامل الخطورة أكثر، زادت خطورةُ الإصابة بمشاكل صحية خطيرة. يجب دوماً التحقُّق من مقدم الرعاية الصحية إن كان عند المريض أعراض أو علامات مُرافقة لعوامل الخُطورة الاستقلابية؛ فقد تكون هذه الأعراض ناتجة عن المتلازمة الاستقلابية، أو قد لا تكون ناتجة عنها.
***************************************************
الأسباب
لا يتفق جميعُ الأطباء على تعريف المُتلازِمة الاستقلابيّة أو سببها. قد تشكّل مقاومةُ الأنسولين أحد أسباب المُتلازِمة الاستقلابيّة. والأنسولين هو هرمون يصنعه الجسم ليساعد على تحويل السكر المستخلص من الطعام إلى طاقة للجسم. وإن كان لدى الشخصُ مقاومة للأنسولين، فستتراكمُ كميات كبيرة من السكرٌ في الدم، مما يمهد للمرض. كما أنَّ هناك أيضاً عوامل متعددة قد تعمل معاً لتسبب المتلازمة الاستقلابية. ويمكن السيطرة على بعض تلك العوامل، بينما لا يمكن السيطرة على بعضها الآخر. تتضمّن العوامل التي يمكن السيطرة عليها:
نمط الحياة الخامل.
فرط الوزن أو السّمنة.
يمكن السيطرة على هذين العاملين بالتمارين الرياضية وبالنظام الغذائي الصحي. تتضمَّن عوامل الخطورة التي لا يمكن السيطرة عليها:
العِرق.
التاريخ العائلي.
التقدُّم بالعمر.
يمكنُ لحالات صحية أخرى أن تُسهم أيضاً في الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية، مثل:
الالتهاب المُستمرّ الخفيف في أنحاء الجسم.
السكري أو تاريخ بالإصابة بالسكري الحملي.
فَرط تجلّط الدم.
********************************************************
التشخيص
سوف يسأل مقدم الرعاية الصحية عن أعراض المريض وتاريخه الصحي، كما قد يسأله عن تاريخه الطبي العائليّ. وسيجري فحصاً جسدياً. قد يقيس مقدِّمُ الرعاية الصحية محيط الخصر إن كان عند المريض جسم يشبه شكل التفاحة. قياس الخصر الذي يبلغ 89 سنتمتر على الأقل عند النساء و 101 سنتمتر على الأقل عند الرجال هو عامل خطورة استقلابي. يمكنُ لفحوص الدم أن تكشفَ مستويات ثلاثيات الغليسريد والكولسترول الجيِّد HDL. كما يمكن لهذه الفحوص تحديد سكر الدم الصيامي. إن المستوى المرتفع لكلٍ من مستوى ثلاثيات الغليسريد وسكر الدم الصيامي يعد عامل خطورة استقلابي. كما يعد انخفاض مستوى الكولسترول الجيِّد عامل خطورة استقلابي أيضاً. سوفَ يُقاس ضغطُ الدم لمعرفة إن كانَ مُرتفعاً، فضغط الدم الذي يبلغ 130\85 أو أكثر عند قياسه أكثر من مرة هو عامل خطورة استقلابي. وإن كان رقمٌ واحد فقط من رقمي ضغط الدم مرتفعاً، فسيظل الشخص تحت خطورة الإصابة بالمُتلازمة الاستقلابية. لتشخيص إصابة المريض بالمُتلازمة الاستقلابية، يجب أن يكون عنده ثلاثة من عوامل الخطورة الاستقلابية الخمسة.
********************************************************************
العلاج
هدفُ المعالجة هو تقليل خطورة الإصابة بمشاكل صحيّة خطيرة، من مثل مرض القلب والسكري. وتتضمّنُ المعالجة غالباً تعديلات نمط الحياة، وقد تكون الأدوية مفيدةٌ أيضاً. تشكّل التعديلات الصحية على نمط الحياة خطّ المُعالجة الأوّل للمتلازِمة الاستقلابية. تتضمّنُ تعديلات نمط الحياة:
تخسيس الوزن.
التمارين الرياضية والنشاط الجسدي.
الالتزام بنظام غذائي صحي للقلب.
الإقلاع عن التدخين لو كان المريض مدخناً.
من المرجح أن يوصي مقدِّمُ الرعاية الصحية المريضَ بتخسيس الوزن وسيساعده على إيجاد خطة لتخسيس الوزن إن كان يعاني من زيادة في الوزن. هدف خطة تخسيس الوزن هو تقليل مؤشِّر كتلة الجسم (BMI) إلى أقلّ من 25. ويقيسُ مؤشر كتلة الجسم وزن الجسم بالنسبة للطول. يساعد النشاطُ البدني على الحفاظ على صحة القلب والرئتين، ويمكن التحدّث مع مقدم الرعاية الصحية عن أنواع ومقدار النشاط الجسمي الآمن. يتضمّن النظام الغذائي الصحي للقلب:
تشكيلة من الفاكهة والخضار.
منتجات الألبان الخالية من الدهون أو منخفضة الدهون.
اللحوم الخالية من الدهون.
الحبوب الكاملة.
النظامُ الغذائي الصحي للقلب يخلو أو يحتوي على القليل من:
المشروبات الغنية بالسكر المُضاف.
الحبوب المكرَّرة.
الدهون الصلبة.
يمكنُ للتدخين أن يزيدَ خطورة الإصابة بالمرض القلبي والنوبات القلبية ويفاقم من عوامل خطورة المرض القلبي الأخرى. ويمكن التحدث مع مقدم الرعاية الصحية بشأن برامج ومنتجات يمكنها أن تُساعدَ في الإقلاع عن التدخين، ويجب تجنب التدخين غير المباشر. قد يصفُ مقدِّمُ الرعاية الصحية أدويةً إذا لم تكن تعديلات نمط الحياة كافية. هناك أدوية تُستخدم لعلاج عوامل الخُطورة والسيطرة عليها. ومن ضمن هذه العوامل:
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع سكر الدم.
ارتفاع ثلاثيات الغليسريد.
انخفاض الكولسترول الجيِّد HDL.
كما يمكن استخدام الأدوية المُرقّقَة للدم، مثل الأسبرين، لتقليل خُطورة الجلطات الدموية، حيث إنَّ فرط تجلّط الدم هي حالة غالباً ما تترافق مع المُتلازمة الاستقلابيّة.
****************************************************
الخلاصة
المُتلازمةُ الاستقلابية هي مجموعة من الحالات التي تضعُ المريض تحت خطورة الإصابة بمشاكل صحية خطيرة ومن ضمنها الداء القلبي والسكري. لا تملكُ معظمُ عَوامل الخُطورة الاستقلابية المرافقة للمتلازمة الاستقلابية أي أعراض أو علامات. وقد يُشكلُ محيط الخصر الكبير العلامة المرئيّة الوحيدة. ويُعرَفُ ذلك أحياناً بأنّ المُصاب عنده شكل "التفَّاحة". لا يتَّفق جميعُ الأطباءُ على تعريف أو سبب المُتلازمة الاستقلابية. قد تشكِّل مقاومة الأنسولين أحد الأسباب. وإن كان الشخصُ مقاوماً للأنسولين، فستتراكمُ كميات كبيرة من السكر في الدم، مما يمهد للمرض. إن كان جسم المريض بشكل يشبه التفاحة، فسيُجرى له فحصٌ جسدي وسيُقاسُ محيط خصره. ويمكن للفحوص الدموية تحديد مستويات ثلاثيات الغليسريد والكولسترول الجيِّد وسكر الدم الصيامي. تشكّل التعديلاتُ الصحية على نمط الحياة خطَّ المُعالجة الأوّل للمتلازِمة الاستقلابية، وقد يصفُ مقدم الرعاية الصحية أدويةً إن لم تكن تعديلات نمط الحياة كافية.
تعليقات
إرسال تعليق